ولاء الادارة
عدد الرسائل : 137 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: حــــد الـــروضـــــة الإثنين سبتمبر 29, 2008 12:12 pm | |
| حد الروضة
جاء في الصحيح عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ حَدُّ الرَّوْضَةِ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ ص إِلَى طَرَفِ الظِّلَالِ وَ حَدُّ الْمَسْجِدِ إِلَى الْأُسْطُوَانَتَيْنِ عَنْ يَمِينِ الْمِنْبَرِ إِلَى الطَّرِيقِ مِمَّا يَلِي سُوقَ اللَّيْلِ [105]
وفي الخبر عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَمَّا يَقُولُ النَّاسُ فِي الرَّوْضَةِ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِيمَا بَيْنَ بَيْتِي وَ مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا حَدُّ الرَّوْضَةِ فَقَالَ بُعْدُ أَرْبَعِ أَسَاطِينَ مِنَ الْمِنْبَرِ إِلَى الظِّلَالِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مِنَ الصَّحْنِ فِيهَا شَيْءٌ قَالَ لَا [106]
فضل الروضة وأنها ما بين البيت والمنبر :
1 - (( جاء في الحديث الصحيح عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الدُّعَاءِ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَائْتِ الْمِنْبَرَ فَامْسَحْهُ بِيَدِكَ وَ خُذْ بِرُمَّانَتَيْهِ وَ هُمَا السُّفْلَاوَانِ وَ امْسَحْ عَيْنَيْكَ وَ وَجْهَكَ بِهِ فَإِنَّهُ يُقَالُ إِنَّهُ شِفَاءُ الْعَيْنِ وَ قُمْ عِنْدَهُ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ أَثْنِ عَلَيْهِ وَ سَلْ حَاجَتَكَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَالَ (( مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَ بَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ )) - وَ التُّرْعَةُ هِيَ الْبَابُ الصَّغِيرُ - ثُمَّ تَأْتِي مَقَامَ النَّبِيِّ ص فَتُصَلِّي فِيهِ مَا بَدَا لَكَ فَإِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ فَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ص وَ إِذَا خَرَجْتَ)) ( [107] ).
ولعل التفسير من الراوي
2 – وجاء في الحديث الصحيح عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام هَلْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَا بَيْنَ بَيْتِي وَ مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ؟
فَقَالَ نَعَمْ وَ قَالَ بَيْتُ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ ع مَا بَيْنَ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ النَّبِيُّ ص إِلَى الْبَابِ الَّذِي يُحَاذِي الزُّقَاقَ إِلَى الْبَقِيعِ قَالَ : فَلَوْ دَخَلْتَ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ وَ الْحَائِطُ مَكَانَهُ أَصَابَ مَنْكِبَكَ الْأَيْسَرَ ثُمَّ سَمَّى سَائِرَ الْبُيُوتِ وَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الصَّلَاةُ فِي مَسْجِدِي تَعْدِلُ أَلْفَ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَهُوَ أَفْضَلُ )) ( [108] ).
3 – وفي خبر أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا بَيْنَ بَيْتِي وَ مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ وَ قَوَائِمُ مِنْبَرِي رُبَّتْ فِي الْجَنَّةِ قَالَ قُلْتُ هِيَ رَوْضَةُ الْيَوْمِ قَالَ نَعَمْ إِنَّهُ لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ لَرَأَيْتُمْ ))( [109] ).
ربّت : بالتشديد من التربية .
وفي بعض النسخ : رتب . كما في الوسائل وغيره .
4- وعَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَ بُيُوتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ وَ صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي تَعْدِلُ أَلْفَ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ
قَالَ جَمِيلٌ قُلْتُ لَهُ بُيُوتُ النَّبِيِّ ص وَ بَيْتُ عَلِيٍّ مِنْهَا قَالَ نَعَمْ وَ أَفْضَلُ [110]
التُّرْعَة : بالضم الباب الصغير ، وهي في الأصل الروضة على المكان المرتفع خاصة ، فإذا كانت في الموضع المطمئن فروضة ، والجمع تُرَع وتُرعات كغرفة وغرفات فمعنى و( منبري على تُرْعة من تُرَع الجنة ) أن الصلاة والذكر في هذا الموضع يؤديان إلى الجنة ، فكأنه قطعة منها ( [111] ).
وكونها مدفونة في الروضة هو صريح كلام الشيخ المفيد قال : ( ثم قف بالروضة ، ورز فاطمة عليها السلام فإنها هناك مقبورة )( [112] ).
ونقل الفتال النيسابوري الشهيد في سنة 508 عن بعض الأصحاب أنهم قالوا " ليس قبرها بالبقيع ، انما قبرها بين رسول الله صلى الله عليه وآله ومنبره لاببقيع الغرقد وتصحيح ذلك قوله عليه السلام : (( مابين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة )) انما أراد بهذا القول قبر فاطمة عليها السلام "( [113]).
وقال المحقق الحلي : ( يستحب أن تزار فاطمة عليها السلام عند الروضة ) ( [114] ).
وقال الشيح عباس القمي في المفاتيح : ( ثم زز فاطمة عليها السلام من عند الروضة .واحتلف في موضع قبرها فقال قوم : هي مدفونة في الروضة ، أي ما بين القبر والمنبر ، وقال آخرون في بيتها ، وقالت فرقة ثالثة : انها مدفونة بالبقيع . والذي عليه أكثر أصحابنا أنها تزار من عند الروضة ، ومن زارها في هذه الثلاثة مواضع كان أفضل ) ( [115] ) .
وأكثر من تأخر عن صاحب المفاتيح اعتمد عليه .
وأنت ترى أن هذا القول قلّ من قال به من أصحابنا ، والذي عليه أكثر أصحابنا هو القول الثالث – كما سوف يأتي -
وقال صاحب الوسائل : هذا والروايات المشار إليها سابقاً ( [116] ) محمولة على التقية لموافقتها لاقوال العامة.
أقول :
1 – بعد ان علمت أن مستند هذا القول هو مرسل محمد بن أبي عمير والرجل وإن كان من أعظم الثقات إلا أن مراسيله كمراسيل غيره ، فلا يصلح مستنداً .
2 – أن السيدة فاطمة عليها السلام لما توفيت بعد وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله فإن المسجد تام والروضة جزء من المسجد فهل يا ترى يقوم الإمام أمير المؤمنين u بدفنها في جزء من المسجد ؟ ولماذا لم يأمر الرسول صلى الله عليه وآله علياً u أن يدفنه في الروضة إذا كانت هي أولى من بيته في الدفن أو كان الدفن فيها جائزاً ؟
وعليه فمن المستبعد كما يقول الشهيد الثاني أنها مدفونة في الروضة.
3 – قد وردت روايات متعددة من طرق الخاصة والعامة حول الروضة ولم تذكر قبر فاطمة عليها السلام منها صحيحة معاوية بن عمار ، وصحيحة معاوية بن وهب ، وقد تقدمتا .
4 – أن هذا القول استبعده علماؤنا المحققون وأنه لا يتناسب أن تدفن في هذا الموضع من المسجد كما فصل ذلك السيد ابن طاووس في ( الاقبال ) و نقل صاحب الجواهر عن الشهيد الثاني في المسالك قوله : ( أبعد الاحتمالات كونها في الروضة ) ( [117] ).
خصوصا وأن بيتها أفضل من الروضة فقد جاء في صحيحة يونس بن يعقوب قال : قلت لأبي عبد الله u : الصلاة في بيت فاطمة عليها السلام أفضل ، أو في الروضة ؟ قال : (( في بيت فاطمة عليها السلام ))( [118] ).
القول الثالث : الدفن في منزلها
القول الثالث من الأقوال الثلاثة أنها عليها السلام دفنت في منزلها وهو الرأي الصحيح الذي دلت عليه الروايات المتعددة ومنها الصحيحة وهو المعتمد عليه من قبل علمائنا المحققين .
قال الشيخ الصدوق :
( اختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام :
1 – فمنهم من روى أنها دفنت في البقيع .
2 – ومنهم من روى أنها دفنت بين القبر والمنبر وأن النبي ( ص ) إنما قال : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة لان قبرها بين القبر والمنبر .
3 – ومنهم روى أنها دفنت في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد.
وهذا هو الصحيح عندي ، وإني لما حججت بيت الله الحرام كان رجوعي على المدينة بتوفيق الله عز وجل فلما فرغت من زيارة النبي ( ص ) قصدت إلى بيت فاطمة عليها السلام وهو عند الاسطوانة التي يدخل إليها من باب جبرئيل u إلى مؤخر الحظيرة التي فيها النبي ( ص ) ، فقمت عند الحظيرة ويساري إليها وجعلت ظهري إلى القبلة واستقبلتها بوجهي وأنا على غسل … ( [119] ).
وقال الطوسي : "وقد اختلف اصحابنا في موضع قبرها :
فقال بعضهم : إنها دفنت بالبقيع.
وقال بعضهم إنها دفنت في الروضة .
وقال بعضهم إنها دفنت في بيتها ، فلما زاد بنو أمية لعنهم الله في المسجد صارت من جملة المسجد . وهاتان الروايتان كالمتقاربتين والأفضل عندي أن يزور الإنسان من الموضعين جميعاً فإنه لا يضره ذلك ويحوز به أجراً عظيماً ( [120] ).
والشيخ الطوسي وإن قال بزيارتها في الروضة ومنزلها لأجل أن يتعدد الثواب لتعدد الزيارة في الموضعين إلا أنه هو الذي روى الرواية الصحيحة على دفنها في منزلها واستبعد دفنها في البقيع .
الدليل على هذا القول :
1 – صحيحة البزنطي عن الإمام الرضا عليه السلام ( [121] ) وهي :
ما رواه الشيخ الطوسي في التهذيب بِإِسْنَادِهِ الصحيح عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام عَنْ قَبْرِ فَاطِمَةَ عليها السلام فَقَالَ دُفِنَتْ فِي بَيْتِهَا فَلَمَّا زَادَتْ بَنُو أُمَيَّةَ فِي الْمَسْجِدِ صَارَتْ فِي الْمَسْجِدِ [122]
وَ رَوَاهُ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ غَيْرِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنِ الرِّضَا ع
وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْبَزَنْطِيِّ وَ رَوَاهُ أَيْضاً مُرْسَلًا
وَ رَوَاهُ فِي عُيُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ أَبِيهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ جَمِيعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ جَمِيعاً عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ الْبَزَنْطِيِّ
وَ فِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ مِثْلَهُ [123]
2 – ما دل على كون بيتها أفضل من الروضة :
فإن مستند القول الثاني في دفنها في الروضة هو الأفضلية لتلك البقعة فينتفي هذا القول بعد أن ثبت أن بيتها أفضل من الروضة ويتعين دفنها في منزلها .
| |
|