ولاء الادارة
عدد الرسائل : 137 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: دورها في توجيه الامة وتربيتها على المفاهيم الاسلامية الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 11:38 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دورها في توجيه الامة وتربيتها على المفاهيم الاسلامية :
عاشت الزهراء (سلام الله عليها ) حياة الخشونة والفقر فبيتها الملاصق لبيت أبيها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كل ما فيه يوحي بالبساطة وشظف العيش حتى ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم عُرض عليه جهاز فاطمة البسيط جعل يقلّبه بيده ثم بكى وقال: (بارك الله لقوم جُلّ آنيتهم من الخزف).
ومع هذا فقد كانت (سلام الله عليها ) غنية في نفسها قريرة العين بحالها لانها تولعت بالقيم المعنوية للاسلام التي نادى بها أبوها لقد سمعته يقول لها: (يا فاطمة أصبري على مرارة الدنيا لتفوزي بنعيم الاخرة) وشاهدته لم يملك شيئاً ولم يدخر لنفسه شيئاً من الغنائم كان يتنكر لكل مظاهر الغنى ويواسي المساكين وكان زوجها نسخة طبق الاصل من أبيها لذلك كانت زاهدة في حياتها ولم تحفل بزخارف الدنيا ولهوها ومظاهرها.
كان من ابرز صفاتها الصبر على البلاء والشكر لرب السماء ولاتسأل أحداً غيره لقد سمعت أباها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول: (ان الله اذا أحب عبداً ابتلاه فإن صبر اجتباه وان رضي اصطفاه) ولقد سمعته يقول لعلي: (يا علي من عرضت له دنياه وآخرته فاختار الآخرة على الدنيا فله الجنة) لذلك كان سعيها وكل اهتمامها منصب على تحصيل تلك الدار اما هذه الدار فهي دار التسابق في الخير والتعاون على البر والتكافل في ميدان الحياة الاجتماعية لذلك كانت روحي فداها مصدر خير واشعاع على الامة فقد صاغتها هذه القيم السامية صياغة وقدمتها مثلاً أعلى للامة لتنحو نحوها.
في خصوص المفاهيم العقائدية التي تصدت لترويجها في صفوف الامة فقد كانوا (سلام الله عليهم هم الاسلام الحي المتجسد بين الناس يضربون المثل الاعلى بانفسهم ومن خلال سيرتهم فانظر اليها تلقّن النساء والرجال درساً في الغاية من الخلقه قالت تدعو ربها: (اللهم فرّغني لما خلقتني له ولاتشغلني بما تكفلت لي به اللّهم ذلّل نفسي في نفسي وعظم شأنك في نفسي).
التأكيد على مقام أهل البيت في الامة ودورهم القيادي والتوجيهي فيها فالتفت الى خطبتها في المسجد النبوي في محضر من المهاجرين والانصار قالت : (فجعل الله الايمان تطهيراً لكم من الشرك والصلاة تنزيهاً لكم من الكبر الى ان تقول وطاعتنا نظاماً للملة وإمامتنا أماناً من الفرقة). ووالله انها للصادقة المصدّقة التي تفرغ عن لسان الغيب فما عرف الناس المذاهب والفرق في الاسلام واكتووا بنارها الا بابتعادهم عن منهج اهل البيت (عليها السلام ) .
كانت تقرن القول بالعمل فالأسس التي قام عليها الاسلام هي الاعتصام بحبل الله تعالى وما فيه من دعوات للاخاء والتعاون والايثار واحترام الكبير والعطف على الصغير وخير دليل على ذلك ما نزل بحقها وأهل بيتها من ايات كريمة: ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولا شكوراً ) .
ومن ذلك أيضاً التزامها بالصدق في القول والفعل حتى قالت عائشة عنها: (ما رأيت احداً كان اصدق لهجة منها إلا ان يكون الذي ولدها) ، ومن ذلك ايضاً التزامها التام بالحجاب الكامل لقد رأت أمراً يحبه الله ويدعوا اليه فتمسكت به و تستطيع اخي القاريء ان تقدر مبلغ تمسك الزهراء (سلام الله عليها ) بالحجاب من خلال ما روي عنها انها لم تر ضاحكة بعد وفاة أبيها الا يوم صنعت لها اسماء بنت عميس نعشاً قالت رأيته في الحبشة فتبسمت روحي فداها قائلة ما احسن هذا و اجمله لا تعرف به ا لمرأة من الرجل.
قال تعالى في سورة الواقعة: واصحاب الشمال ما اصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم انهم كانوا قبل ذلك مترفين ) فالترف يزيل النعم وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (اخشوشنوا فان الترف يزيل النعم ) .
وتعال بنا ننظر الى فاطمة في بيتها كيف كانت سيرتها وعملها وهي ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأكرم أهله عليه قال علي (عليه السلام ): (كانت زوجتي فجرّت بالرحا حتى أثّرت الرحا بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وقمّت البيت حتى اغبرّت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها ؟ وأصابها من ذلك ضر).
في بيت الزهراء (عليها السلام) حيث يتوهج الايمان ويشع الهدى وتتألق القيم العليا تنمو الشخصية الرسالية بكل أبعادها وتبسق أغصانها وتتهدل ثمارها ويزخر عطاءها للامة جمعاء بل للبشرية كلها فهذا الحسين سيد الشهداء وليد تلك الحجور الطاهرة انظر الى مراميه من قوله: (الا وان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام) تجد آثار التربية الفاطمية والعلوية في نفسه الكريمة.
جاءت امرأة من نساء المسلمين تسأل فاطمة (عليها السلام ) مسائل علمية فاجابتها فاطمة عن سؤالها الاول وظلّت المرأة تسألها حتى بلغت أسئلتها العشرة ثم خجلت من الكثرة فقالت لا أشق عليك يا ابنة رسول الله، فقالت فاطمة هاتي وسلي عما بدا لك إني سمعت أبي يقول: ان علماء أمتنا يحشرون فيخلع عليهم من الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدهم في ارشاد عباد الله.
لم تقتصر توجيهاتها وتربيتها (صلوات الله وسلامه عليها ) على النساء بل كانت (سلام الله عليها ) يأتي إليها الرجال بقصد الاستفادة ومن ذلك: جاءها ابن مسعود يوماً فقال يا ابنة رسول الله هل ترك رسول الله عندك شيئاً نتعلمه فقالت فاطمة: يا جارية هاتي تلك الاوراق فطلبتها فلم تجدها فقالت فاطمة ويحك اطلبيها فانها تعدل عندي حسناً وحسيناً.
وخذ شاهداً من الشواهد الكثيرة على أثر التربية الفاطمية من خادمتها فضة التي كانت تلميذة للزهراء (سلام الله عليها ) فضلاً عن قيامها بالخدمة المنـزلية فقد صنعت فاطمة منها رمزاً للمرأة المؤمنة الصالحة التي لاتتكلم إلا بالقرآن وقصتها يوم انقطعت عن القافلة في ذهابها لحج بيت الله الحرام وملاقاتها بشخص كلما سألها بسؤال عن أحوالها أجابته بجواب من القرآن الكريم حتى الحقها بأولادها في القافلة فقالوا هذه أمنا فضة جارية الزهراء ما تكلمت منذ عشرين سنة إلا بالقرآن.
دورها السياسي في مواجهة الاحداث
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ) : (من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان).
لقد وضعت الاحداث التي عاشها المسلمون بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الزهراء (سلام الله عليها ) في الصدارة وهي اول ثائرة في الاسلام قامت بالدور المطلوب الذي لم يتسنَّ لأحد القيام به ـ من عنف تلك الفترة ـ ويكفينا كشاهد على ذلك ان امير المؤمنين (عليه السلام ) الذي قام الاسلام بسيفه ولسانه وما حاز من مناقب وفضائل من آيات الله وبيناته واحاديث رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد تعرض للقتل عياناً جهاراً قال له الخليفة الثاني: انك لست متروكاً حتى تبايع قال : إن انا لم افعل فمه؟ قالوا اذاً والله الذي لا اله الا هو تضرب عنقك.
اقول قامت الزهراء (عليها السلام) بالدور النبوي العظيم فشاركت أباها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الابلاغ والانذار فابلغت في الحجة وحذرت من الفتنة واشارت الى الانحراف وهدت الى سواء الصراط فانظر اليها تذكرهم وتحملهم المسؤولية ازاء الاحداث: انتم عباد الله نصب أمره ونهيه وحملة دينه ووحيه وأمناء الله على أنفسكم وبلغاؤه الى الأمم زعيم حق فيكم وعهد قدمه اليكم كتاب الله الناطق والقرآن الصادق الى ان قالت : فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد اللتيا والتي وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب كلما اوقدوا ناراً للحرب اطفأها الله أو نَجَمَ قرن للشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفيء حتى يطأ صماخها بأخمصه ويخمد لهبها بسيفه مكدوداً في ذات الله مجتهداً في أمر الله قريباً من رسول الله سيداً في اولياء الله مشمراً ناصحاً مجداً كادحاً لاتأخذه في الله لومة لائم وانتم في رفاهية من العيش وادعون فاكهون آمنون تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الاخبار وتنكصون عند النـزال وتفرون من القتال. فلما اختار الله لنبيه دار انبيائه ظهرت فيكم حسيكة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين … واطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم فالفاكم لدعوته مستجيبين … ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً فوسمتم غير ابلكم هذا والعهد قريب والكلم رحيب والجرح لما يندمل والرسول لما يقبر ابتداراً زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين فكيف بكم وانى تؤفكون وكتاب الله بين أظهركم وقد خلفتموه وراء ظهوركم أرغبة عنه تريدون أم بغيره تحكمون بئس للظالمين بدلاً ومن يتبع غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
وفي موقف آخر لها مع نساء المهاجرين والانصار لما عدنها في مرضها انظر اليها كيف تعبر القرون والاجيال لتعطيك نتائج الانحراف قبل وقوعها قالت : (أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتقبوا ملء القعب دماً عبيطاً … وابشروا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم واستبداداً من الظالمين يدع فيئكم زهيداً وجمعكم حصيداً) فكأنها (سلام الله عليها ) تنظر بعين الغيب وانظر الى احوال المسلمين اليوم وقبل اليوم بعد ذلك الانحراف الاول حيث صارت الامامة هذا المنصب الالهي المقدس ملكا عضوضاً يتوارثه الفساق والفجار امويون وعباسيون والى يومك هذا وما حلّ بالجامعة الاسلامية من الوهن والضعف الا نتيجة ذلك الانحراف الاول.
ومن مظاهر دورها السياسي (سلام الله عليها ) منـزلها الذي كان مقراً للمؤمنين الصادقين الثابتين على عهد الله ورسوله من الذين عارضوا بيعة السقيفة قال ابن قتيبة الدينوري: و ان ابا بكر تفقد قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي كرّم الله وجهه فبعث اليهم عمر فجاء فناداهم و هم في دار علي فأبوا ان يخرجوا فدعا بالحطب و قال :
و الذي نفس عمر بيده لتخرجن او لأحرقنها على من فيها فقيل له: يا أبا حفص ان فيها فاطمة؟ فقال : و إن.
و في مكان آخر في الامامة و السياسة قال الدينوري: ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب و ابن ابي قحافة! فلما سمع القوم صوتها و بكاءها انصرفوا باكين و كادت قلوبهم تتصدع واكبادهم تتفطر و بقي عمر ومعه قوم فاخرجوا علياً فمضوا به الى ابي بكر فقالوا له: بايع قال :
ان لم أفعل فمه؟ قالوا اذاً و الله الذي لا اله الا هو نضرب عنقك فقال اذاً تقتلون عبد لله و اخاً لرسوله! قال عمر إما عبدالله فنعم و أما أخو رسوله فلا و ابو بكر ساكت لا يتكلم فقال له عمر الا تأمر فيه بأمرك؟ فقال : لا اكرهه علي شيء ما كانت فاطمة الي جنبه فلحق علي بقبر رسول الله (صلى الله عليه و آله يصيح و يبكي وينادي: يا ابن ام ان القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني.
طالبت بحق الامام علي ابن ابي طالب (عليه السلام) بالقيام بالامر وكشفت القناع عن الدوافع التي دفعت البعض لازاحته (عليه السلام ) عن مقامه المقدس: (ويحهم أنى زعزعوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة ومهبط الروح الأمين والطبين بامور الدنيا والدين الا ذلك هو الخسران المبين وما الذي نقموا من أبي الحسن نقموا والله منه نكير سيفه وقلة مبالاته بحتفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمره في ذات الله، والله لو تكافوا عن زمام نبذه اليه رسول الله لاعتلقه وسار بهم سيراً سججاً لايكلم خشاشه ولايكلّ سائره ولاوردهم منهلاً نميراً صافياً روياً تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه).
طالبت بحقها في فدك وخيبر واقامت على ذلك الادلة والبراهين لكن الخلافة الراشدة ردّت دعواها وهي التي طهرها الله تعالى من الرجس تطهيراً!
أقامت (صلوات الله عليها الحجة والدليل على أهلية وكفاءة أهل البيت (عليها السلام) في ادارة شؤون الامة تأمل في مقطع من جوابها على نساء المهاجرين والانصار قالت : (استبدلوا والله الذنابى بالقوادم والعجز بالكاهل فرغماً لمعاطس قوم يحسبون انهم يحسنون صنعاً ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون ويحهم أفمن يهدي الى الحق أحق أن يتّبع أم من لايهدِّي الا ان يُهدى فما لكم كيف تحكمون ) ، وفي مقام آخر قالت : (نحن وسيلته في خلقه ونحن خاصته ومحل قدسه ونحن حجته في غيبته ونحن ورثة انبيائه).
رفضت المصالحة مع ابي بكر وعمر. قال ابن ابي الحديد في شرح النهج: والصحيح عندي أنها ماتت وهي واجدة على ابي بكر وعمر وانها أوصت الا يصليا عليها.
وقد سعى الشيخان مراراً ان يستأذنا على فاطمة فلم تأذن لهما فأتيا علياً فكلماه فأدخلهما عليها فلما قعدا عندها حولت وجهها الى جهة الحائط فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام ثم قالت : (نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي فمن أحبّ فاطمة ابنتي احبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ قالا نعم سمعناه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قالت : فاني أُشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي لاشكونكما اليه). | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: دورها في توجيه الامة وتربيتها على المفاهيم الاسلامية الإثنين سبتمبر 29, 2008 4:46 pm | |
| السلام على سيدة نساء العالمين
شكرا على الموضوع والله يعطيك العافيه
على النقل المبارك |
|